أرشيف المدونة

شهداء سوريا الذين قتلوا على يد مليشيات بشار الأسد المجرم حتى تاريخه

إحصاء لعدد شهداء الثورة في سوريا حسب المحافظة منذ بداية الثورة في 15 آذار 2011 - Statistics of Syrian Martyrs by Province Since March 15, 2011

إحصاء لعدد شهداء الثورة في سوريا حسب المحافظة منذ بداية الثورة في 15 آذار 2011 – Statistics of Syrian Martyrs by Province Since March 15, 2011


إحصاء لعدد شهداء سوريا حسب الجنس منذ بداية الثورة في 15 آذار 2011 - Statistics of Syrian Martyrs by Gender Since March 15, 2011

إحصاء لعدد شهداء سوريا حسب الجنس منذ بداية الثورة في 15 آذار 2011 – Statistics of Syrian Martyrs by Gender Since March 15, 2011


إحصاء لعدد شهداء سوريا حسب موقعه (مدني/عسكري) منذ بداية الثورة في 15 آذار 2011 - Statistics of Martyrs by Status (Civilian/Military) Since March 15, 2011

شهداء سوريا حسب موقعه (مدني/عسكري) منذ بداية الثورة في 15 آذار 2011 – Martyrs by Status (Civilian/Military) Since March 15, 2011

إحصاء عدد شهداء سوريا حسب الشهر منذ بداية الثورة في 15 آذار 2011 - Statistics of Syria Martyrs by Month - Since March 15, 2011

إحصاء عدد شهداء سوريا حسب الشهر منذ بداية الثورة في 15 آذار 2011 – Statistics of Syria Martyrs by Month – Since March 15, 2011

إحصاء لعدد شهداء سوريا حسب المحافظة منذ بداية الثورة في 15 آذار 2011 - Statistics of Syrian Martyrs by Province Since March 15, 2011

إحصاء لعدد شهداء سوريا حسب المحافظة منذ بداية الثورة في 15 آذار 2011 – Statistics of Syrian Martyrs by Province Since March 15, 2011

تفاصيل الاعتداء على الفنان جلال الطويل خلال مشاركته بمظاهرة الميدان

إياد شربجي – فيسبوك

المكان: دمشق-الميدان

الزمان: الاثنين 19 كانون الاول 2011 -  الساعة الواحدة ظهراً

عدت قبل قليل من زيارة الفنان جلال الطويل بعد الاعتداء الآثم الذي تعرض له على أيدي شبيحة النظام إثر هكذا يعامل الأحرار في سورية الأسد - صورة للفنان جلال الطويل بعد الإعتداءمشاركته في تظاهرة الميدان اليوم، وإليكم ما حصل بالتفصيل:

كان جلال عائداً لتوّه من مظاهرة الميدان بعد أن بدأ إطلاق الرصاص وتفرّقت الجموع، مرّ قرب ساحة الأشمر فشاهده الشبيحة، وفجأة صرخ أحدهم وهو يشير إليه:

"هاد الممثل جلال الطويل….هاد اللي بدو يفوّت أميركا على البلد" …!!!!

وعلى الفور ركض نحوه هؤلاء، وبدون مقدمات بدؤوا يشتمونه بأقذع الشتائم

وانهالوا عليه ضرباً بالعصي والهراوات بشكل عنيف جداً، وتقصّدوا بالخصوص رأسه وظهره، وظلوا يضربونه حتى أدموه وملأت دماؤه وجهه وملابسه، يقول جلال "من طريقة ضربهم ظننت أنهم يريدون قتلي".

وبعد أن انتهوا من مهمتهم الوطنية (مع عميل الأمريكان..!!)  كلبشوه ثم اعتقلوه بشكل مهين وهو بهذه الحال التي يرثى لها، واقتادوه إلى مخفر القدم، وهناك، وكما العادة، تبدأ التمثيلية السخيفة ذاتها التي تحدث دائماً، استقبلوه بشكل مختلف، وعاملوه بلطف، وفكوا الكلبشات من يديه، وعندما سأل الضابط العناصر الذين أحضروه:

"شو صار"

رد أحدهم:

"سيدي خلصناه من بين إيدين المتظاهرين اللي كانوا عميضربوه"…!!!

نظر جلال في وجه الضابط مصدوماً مما سمع، لكنه وجد أن الأخير

اقتنع بالرواية وسلّم بها، فتلعثم ولم يعد يدري ماذا يقول، ثم استجوبوه بسرعة، لكنهم لم يأخذوا بروايته، بل ثبّتوا في محضر التحقيق أن من اعتدى عليه هم المتظاهرون …!!!

بعد ذلك أخذوه إلى مشفى المجتهد للعلاج فرفض جلال أن يعالج وقال لهم:

"بيكفي اللي قدمتولي ياه….ما بدي منكن شي تاني"

ثم أفرجوا عنه، وذهب برفقة بعض الأصدقاء إلى أحد الأطباء، فعالجه وتبين أنه مصاب بثلاث جروح في الرأس (فجوج) أحدها عميق وتطلب خياطته بسبع قطب، بالإضافة للعديد من الكدمات على ظهره.

جلال الآن بصحة جيدة نسبياً، وأضع بين أيديكم تفاصيل هذه الحادثة التي إنما تصف إحدى سلوكيات النظام المعتادة في تعامله مع الأحرار كائناً من كانوا، ودون مراعاة لخصوصية أحد، فهو قتل واعتقل الأطباء والمهندسين والمحامين والصحفيين والآن الفنانين، ولا أنسى هنا أن أبدي قرفي من نقابة الفنانين التافهة التي يتعرّض أعضاؤها واحداً تلو الآخر لمثل هذه الاعتداءات وهي لا تحرّك ساكناً، بل تمارس هي الأخرى-وبكل صفاقة- تشبيحها على الفنانين الشرفاء الداعمين للثورة كما سبق وفعلت مع مي سكاف وفارس الحلو ومحمد آل رشي، فيما تمنح الأعطيات والميّزات للفنانين الشبيحة، وتشتري لهم بطاقات السفر وتستأجر لهم أفخم الفنادق ليروجوا للنظام في الخارج……هذه النقابة مثل شقيقاتها من نقابات النظام الأخرى سنسقطها هي أيضاً.

يذكر أن جلال الطويل هو من أوائل الفنانين الذين أعلنوا معارضتهم الصريحة للنظام السوري، وهو يشارك منذ بداية الثورة في كثير من التظاهرات التي تنطلق في دمشق وريفها، وكذلك تفعل عائلته التي ما يزال منها شقيقه (كمال الطويل) واثنان من أولاد خالته قيد الاعتقال حتى الآن

مرفقاً صور للفنان جلال الطويل بعد الإعتداء لتروا كيف يعامل الأحرار في سورية الأسد…!!

هكذا يعامل الأحرار في سوريا الأسد المجرم- صورة للفنان جلال الطويل بعد الإعتداء

المصدر: http://goo.gl/Ak3A5

بطل من بلدي، يحيى الشربجي

 

يحيى-الشربجي1-داريا-2011يحيى شربجي ناشط سياسي ولاعنفي من مواليد 21 كانون الثاني عام 1979 في مدينة داريا بريف دمشق.
درس في كلية العلوم بجامعة دمشق، ولم يكمل مشواره فيها، اعتقل مع مجموعة من أصدقائه بتاريخ 3-5-2003، فقد كان أحد أفراد ما اتفق على تسميته مجموعة شباب داريا بين عامي 1989 و 2003 وهي مجموعة شباب مسلم لاعنفي سعى لحل مشكلات مجتمعه من خلال تفعيل دوره في كافة قطاعات الحياة، شملت نشاطاته دراسات فقهية حملت أفكارا تجديدية في الفقه والعقيدة، ترافقت فيما بعد بنشاطات اجتماعية وأهلية مثل حملات توعية ضد الرشوة والتدخين وحملات لتنظيف الشوارع … كما نظموا مسيرة صامتة ضد غزو العراق.. لمزيد من التفاصيل أضغط

اعتقل يحيى حينها وقضى مدة ثلاثة أشهر ونصف في أقبية يحيى_الشربجي_1-داريا-2011الفروع الأمنية منها حوالي الشهر في زنزانة انفرادية، ثم حكم بالحبس لأربع سنوات في سجن صيدنايا العسكري. استنفذ منها سنتين ونصف وقضى فيها أربعة أشهر ونصف في المنفردة.
جرّد يحيى على إثر ذلك من حقوقه المدنية ومنع من السفر وتعرض لمضايقات مستمرة من قبل الأمن.
في 16 آذار من العام الجاري لبى نداء أهالي معتقلي الرأي في السجون السورية فقصد الاعتصام الذي نظموه أمام وزارة الداخلية يومها. ترك هويته وهاتفه المحمول في أيدي عناصر المخابرات ولاذ بالفرار.
عندما وصلت الثورة إلى داريا نشط في تنظيم المظاهرات للحفاظ على سلميتها ومنعها من الانجرار نحو العنف والتخريب.
6 أيلول الجاري يعتقل يحيى في كمين نصب له من قبل المخابرات الجوية مع أخيه الناشط معن وصديقه الناشط غياث مطر. حيث يجبر أفراد الأمن معن على الاتصال بأخيه وإخباره أنه مصاب بطلق ناري وأنه بحاجة للمساعدة، فيهب يحيى لنجدة أخيه ويقع بين أيديهم.

يقول يحيى: “أن أكون مقتولاً أفضل من أكون قاتلاً..”

و يرى أن الثورة يجب أن تغير وجهات نظرنا عن كل شيء، عن الدين والمجتمع والسياسة….وأنه ” يجب أن تتحقق الثورة في داخلنا قبل أن تتحقق على الأرض”.
هذا ما نقلته رزان زيتونة في مقالتها “ثورة واحدة لا تكفي”. تجدون المقالة كاملة على الرابط

 

كلمة ألقاها يحيى في المركز الثقافي العربي في داريا في بداية الثورة

يحيى الشربجي يلقي كلمة في المكز الثقافي العربي–داريا، دمشق

 

وتجدون في الرابط التالي هنا ما كتبه يحيى لإحدى الصديقات التي طلبت منه نصا ليذاع في الراديو:

—————————————————————————————————-

يمكنكم إيصال الصوت بنشر هذه السيرة العطرة.
و تقديم الدعم بنشر صفحة الحرية للشاب يحيى شربجي Free Yahya Shurbaji ، والموجودة على الرابط التالي:

https://www.facebook.com/pages/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%A8-%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%89-%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D8%AC%D9%8A-Free-Yahya-Shurbaji/211527482240301?sk=photos

سيسر يحيى أن تدعموا أيضا صفحة أخيه معن:

https://www.facebook.com/pages/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%B1-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D8%AC%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%82%D8%A8-%D9%85%D8%B9%D9%86/187379768001923

و صفحة صديقه العزيز الناشط الشهيدغياث مطر:

https://www.facebook.com/pages/%D9%83%D9%84%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B4%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1-%D8%BA%D9%8A%D8%A7%D8%AB-%D9%85%D8%B7%D8%B1/241362255909762

 

الحرية لـ يحيى شربجي

 

—————————–
يمان الشام

المصدر: http://the-syrian.com/archives/37845

ما حدث يوم تشييع الشهيد غياث مطر 10-9-2011


الخبر الصاعقة


شهيد-ثورة-الكرامة-السورية-من-داريا-غياث-مطركنت عائداً من عملي عصراً عندما دخلت إلى مكتب أحد أصدقائي لأجد عدداً من الشباب يتهامسون الخبر …ا

لم يكن في بال أحد من أهالي داريا في هذا اليوم أن حدثاً جللاً يختفي وراء قطع الاتصالات الأرضية والخلوية والانترنت منذ الصباح..ا

قتلوه .. نعم، فعلها الجبناء… قتلوا غياث مطر! قتلوه بعد مسلسل من الملاحقة والضغط والتهديد والوعيد شمل دهم منزله ومنازل أقاربه عدة مرات كما شمل اعتقال والده وأخويه لإجباره على تسليم نفسه

هرعت مسرعاً مع صديقي إلى جامع أنس – حيث التشييع وبيت الشهيد أيضاً- قرابة الساعة الخامسة إلا ربعاً وقد بدت الطرقات المؤدية إليه كئيبة كحال أصحاب المحال القريبة من البيت الذين كانوا يغلقون محلاتهم في حركة تراجيدية مليئة بالحزن والذهول.. ،  وصلت إلى المكان وقد بدأ الناس بالتجمع على إثر نداء المؤذن بالنبأ "الصاعقة" وقد بدوا في فورة وتخبط ويملأ اجتماعهم الضجيج والصراخ والهتاف وكانت تبدو على وجوه كثيرين منهم علامات الصدمة وكانت وجوه أخرى مغسولة بالدموع كما كانت أصوات بكاء أهله وأقاربه تصدر من شرفة منزله حيث انتشروا في انتظار وصول جثمان فقيدهم

بدأ الناس بالتزايد وعلت أصواتهم بالتكبير والهتاف للشهيد وقد بدا الجو العام كئيباً حزيناً ولكن عددنا ربما لم يتجاوز المئتين عندما توقف المدد البشري المتوقع وسط استغراب ودهشة الحاضرين أن أين أهالي داريا وقد سقط بطلهم وأحد رموز ثورتهم "غياث مطر" ؟!! لم يدم استغرابنا طويلاً إذ بدأت سبطانات البنادق والرشاشات تبرز من على المفارق القريبة من البيت وبدأت وجوه القتلة تلوح من بعيد وينتشر ورائهم كومبارس القتل المعتاد في أعداد توحي بحجم الجريمة التي ارتكبها أمن النظام السوري في هذا اليوم.

كانت المعنويات عالية والشجاعة في أعلى مستوياتها حين انطلق  الهتاف في وجه القتلة دافعاً إياهم للتراجع إلى الوراء "الله أكبر عالظالم، خاين يللي بيقتل شبعو، لا إله إلا الله والقاتل عدو الله" الأمر الذي لم يرق لوحوش بشرية لا تستطيع مقاومة الرغبة بالقتل كلما سمعت التكبير باسم الله، فصوبوا أسلحتهم باتجاهنا وأطلقوا علينا القنابل الغازية لتفريقنا .. يا الله .. أعشق تلك الرائحة التي تدخل العيون قبل الأنف.. أقدس ذلك الإحساس بالاختناق .. إنه غاز الحرية الذي ينفض الرأس المليء بالتخاذل ويخرج بقايا الجبن مع الدموع ومع السعال!، تفرق الناس وعلت الأصوات والهتافات وتهافت علينا البصل من على الشرفات الملأى بالأمهات الباكيات والمتضامنات معنا في وجه هؤلاء القتلة

هدأت الأصوات نزولاً عند رغبة بعض أهالي الشهيد خشية منهم من أن ترتكب عصابات الأمن مزيداً من الحماقات التي قد تحول تشييع ابنهم إلى مأساة أخرى، وأيضاً تحت تأثير التهديد الذي مارسه بعض الشبيحة وقد قال أحدهم: اللي بدو يهتف بدي امسح الأرض فيه! شفتو التشييع الماضي شو صار فيه؟ (في إشارة إلى تشيع الشهيد سامي قط اللبن الذي فتحوا فيه النار على المشيعين مسقطين بعض الجرحى وقاتلين الشهيد وهبة)، ولما قال له أحد الشباب أننا نريد الهتاف للشهيد حاول الهجوم عليه واستخدم بعض الألفاظ التي تميز أبناء "الواق واق" !ا

بعد قليل من الانتظار -وكلنا ننتظر وصول جثمان غياث- حمل أحد الشبان لوحة صغيرة كتب عليها على ما أظن عبارة مثل: "لماذا تقتلونا" وكلمات أخرى ورفعها باتجاه عناصر الأمن والشبيحة الواقفين أمام الصائغ ناظم وقد حمل أحد عناصرهم كاميرا فيديو كان يلتقط بها وجوهنا، حمل اللوحة لدقيقة أو دقيقتين ثم انتقل بها إلى الجهة الأخرى باتجاه الشبيحة الواقفين في جهة الصائغ عبيد، عندها هجم علينا شبيح بحجم البغل يضع على رأسه قبعة رعاة بقر وبدأ يشتم ويخترق صفوفنا ضرباً وتدفيشاً ليمسك بالشاب حامل اللوحة الذي اندس بيننا مختبئاً وهنا تعالت أصوات الشباب مع أصوات النساء على الشرفات فأُعطي العناصر الأمر فبدأت زخات الرصاص تنطلق من فوهات الروسيات في الهواء وباتجاه الأبنية المحيطة بنا فتفرقنا مرة أخرى في مداخل الأبينة وفي المسجد وقد ترافق ذلك مع الدفع والضرب بالبنادق والشتم والتهديد (أحدهم غرس هوائي اللاسلكي بقوة في بطني ليبعدني من أمامه في حركة تشي بحيوانيته وحجم الحقد الذي يحملونه في صدورهم تجاهنا!).ا

هنا قام عناصر الأمن بتمثيل مسرحية خبيثة على مرأى ومسمع من الجميع لتغطية أي عمليات إطلاق نار يقومون بها حيث تقدم أحدهم حاملاً مكبر صوت وصار يقول: الزلمى يللي واقف فوق الجامع وحامل مسدس بدي ياه !!، أظن أن أحد الشباب قال له: نطلع نجبلك ياه؟ (أو شيء من هذا القبيل)، فقال له: لا لا هو هلق بينزل لحالو !! .. والمستغرب أن الموضوع انتهى عند هذا الحد ولم يحاول عناصر الأمن البحث عن هذا "المسلح" الذي يدعون أنه يريد إطلاق النار عليهم! ، بالمناسبة انتشر عدد كبير من القناصة على الأسطح المطلة على مكان التشييع بطريقة التسلل من على أسطح الأبنية المجاورة

مضىت عدة دقائق ثم خرجنا مرة أخرى من المداخل ومن المسجد بعد تراجع الشبيحة وقد لاحظت هنا أن أعداد المشيعين قلّت قليلاً وتراوحت بالإجمال بين 75 و 100 شاب ورجل (يا أسفي على هذا العدد!)

 

وصول الشهيد البطل إلى منزل ذويه


وبعد قليل جاءت مسرعة سيارة مينيكاب مغلقة اصطفت أمام مدخل البيت .. لقد وصل جثمان الشهيد .. لقد كان ذلك حوالي السادسة والنصف، التف الشباب حول السيارة وأخرجوا الصندوق وصعدوا به مباشرة إلى منزله حيث النساء بانتظاره وسط هتاف "لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله" وما إن وصل حتى انطلقت الزغاريد الممزوجة بالنواح والبكاء مستقبلةً غياث البطل، غياث الشاب الطويل الوسيم .. غياث العريس.. الذي خرج من بيته قبل أشهر مودعاً أمه وأباه، مودعاً اخوته ومودعاً زوجته الحامل.. على أمل اللقاء بهم جميعاً بعد نيل الحرية بعد نجاح الثورة السلمية التي تبناها وعمل لأجلها، مستقبلة إياه جثة في صندوق (تبين لاحقاً بالصور أنه قد تعرض للتعذيب من أسفل رقبته إلى أعلى بطنه، وقد شق بطنه!! وخيط بخيطان سوداء غليظة،  ويوجد ثقبين أسودين على خاصرتيه وفي بطنه أثر طلق ناري)ا

لم تدم "زيارة" غياث الأخيرة إلى منزل أهله أكثر من ربع ساعة فقد نزل الشباب بالجثمان وسرنا به باتجاه الشاميات في الطريق إلى المقبرة (تم تأجيل صلاة الجنازة إلى حين وصولها إلى المقبرة حيث علمنا أن الكثير من أهالي داريا قد اتجهوا إلى هناك لتعذر وصولهم إلى منزل الشهيد)، سرنا بالجثمان مرددين الفاتحة بشكل جماعي وكذلك سورتي الصمد والنصر وسط حذر وخوف شديدين من الأسلحة التي وجهت إلينا طيلة الطريق والعيون الغادرة التي كانت تحدق بنا لتصطاد الشباب الهائج حتى أن أحدهم رمق أحد الشبيحة بطرف عينه فأوقف الأخير الجنازة أمام "تاج الملوك" وصار يصرخ في وجه الشاب ويشتمه ويتوعده وأذكر كلمة قالها له:  والله بفرمكم فرم تحت صباطي !!.. (يا حيف علينا!!) وقد حاول بعض الشباب السير بالجنازة باتجاه شارع البلدية لولا أن الشبيحة منعونا وأعطونا إشارة أمر بالتوجه مباشرة إلى المقبرة فتوجهنا إلى الباب المطل على شارع المعضمية (أقترح تسميته شارع الشهيد غياث مطر) ووقفنا في وسط الطريق مقابل مطعم "تازة" لأداء صلاة الجنازة وقد اصطفت النساء خلفنا وسط مضايقة وشتائم من الشبيحة الحقراء الذين لم يحترموا حتى هذا المشهد الحزين .. (آلمني طيلة الطريق إلى المقبرة بكاء شاب ودعائه المستمر بصوت عال "يارب يا جبار على كل جبار، يارب ياجبار على كل جبار" وقد آلمني أكثر خبر اعتقاله وسحبه بطريقة مهينة من داخل المقبرة أثناء الدفن) .ا

انتهت الصلاة على غياث (رحمك الله يا حبيبي) وتحركت الجنازة إلى داخل المقبرة وهنا انسللت بهدوء إلى الخلف مخافة الوقوع في كمين الاعتقال الذي وقع فيه كثير من الشباب في مرات سابقة بعد دخولهم إلى المقبرة! وعدت أدراجي باتجاه المركز الثقافي لعدم قدرتي الوصول إلى مكان سيارتي ناحية جامع انس وكنت أهز برأسي طوال الوقت عند رؤية هذه الأعداد الهائلة من رجال الأمن والشبيحة الذين تم جلبهم ونشرهم لمنع حصول تشييع يليق بشهيد داريا الكبير

وزاد ذهولي عند سماع هدير طائرة الهليكوبتر التي كانت تحوم في سماء داريا، وقد لاحظت أثناء مسيري أن مجموعات من الشباب كانت متواجدة عند المفارق وأمام مداخل الأبنية ويبدو أنهم لم يستطيعوا الوصول إلينا بسبب الوجود الأمني "الغير معقول" وعلمت أيضاً فيما بعد أن أعداداً كبيرة من شباب داريا كانت تحاول الوصول إلينا وقد تجمعوا في شارع الثانوية الشرعية وبلغت عددهم كما

نقل لي أحد الذين كانوا هناك حوالي ألفي شخص -أرجو أن يكون ذلك صحيحاً- وأذكر أيضاً أنه طوال الوقت الذي تواجدنا فيه قبل التشييع وأثناءه كانت هناك حركة ملحوظة لسيارات الأمن والجيش حول المكان وفي شوارع مختلفة في داريا، قيل لي فيما بعد أنهم كانوا يتهجمون على الناس المتجمعة في الشوراع بالشتم والضرب والملاحقة ! (أخبرتني زوجتي أنها رأت من الشرفة سيارتي أمن وقفتا أمام بعض الرجال وانهال أحد العناصر على رجل منهم بالصفع على وجهه مع توجيه الشتائم له بسبب وقوفه في الطريق!).ا

استشهد غياث مطر .. باسمنا، استشهد عنا، لأجلنا، … أحد أصدقائه الحميمين ارتمى على صدري باكياً : يا رب تحشرني معو بالجنة…ا

by تنسيقية مدينة داريا – الشعب يريد اسقاط النظام on Sunday, September 11, 2011 at 2:24am